إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح رسالة أبو زيد القيرواني
41358 مشاهدة
فائدة اعتقاد الإنسان لسعة علم الله تعالى


ما فائدة اعتقاد الإنسان لسعة علم الله؟ المراقبة أن يراقب الله إذا علم بأنه يعلم ما يجول في نفسه، ويعلم ما يكون في قلبه؛ فإنه يُطهر قلبه وينقيه، ولا يكون في قلبه شئ من الوساوس والأخطار بل يكون قلبه ممتلئًا بالإيمان، مستحضرا أن الله يعلم ما في قلبه، ويعلم ما في نفسه، وهكذا أيضًا يراقب الله في كل أحواله؛ فلا يفعل شيئًا إلا الشيء الذي يعلم أن الله تعالى يحبه، وأنه يطلع عليه، ولا يقدم على شيء وهو يعلم أن الله يحاسبه عليه.
يقول بعد ذلك: عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى .